أسعـد الله أوقاتكم بكل خير
اعزائي
كنت - قبل فترة - أقرأ قصــة في أحد المنتديات...
وتأثرت بها لـ واقعيتها اولاً ولـ روعة الأسلوب ثانياً,
فـألهمتني....
وتذكرت قصة - لم ولن أنساها - حدثت معي...
لـــذا
قــررت أن أســردهــا هاهنا ..
وقبل أن أبــدأ أحب التنويه إلى أن هذه القصة ليست من نسج الخيال..
والله يعلم بأن كل حــرف سيُكتب فيها هو صحيح ..
الأمــر الآخـــــــــــر هو أنني استميحكم عذراً في استخدام بعض المفردات العامية أثناء القصة إضافة إلى أبيات من الشعر الشعبي...
اتفقنا؟
نبدأ..
قبل سنوات...
وفي أيام دراستي الجامعيــة..
كنت مستلقياً في غرفتي على الســريــر عند الساعة الواحدة صباحاً<< دقيق بالمواعيد…
وكنا في فصل الشتاء..
وكما تعلمون ليال الشتاء طويلة ومملة لاسيما إن حاربت عينك النوم
بل حتى لو قــررت الخروج والسمر فـ لن تجد أحداً لـ دواعي الطقس, إضافة إلى إصابة أغلبية الناس بالأمراض المألوفـــــة في ذلك الفصل كالإنفلونزا ونزلة البرد زد على ذلك الخمول والكسل ...
على كل ٍ
في ذلك التوقيت كنت بين النوم والصحوة..
وهذه الوضعية – لمن لم يجربها - لها رونق خاص وجو خيالي لاسيما إن كت مسترخي والذهن صافي... عندها ستشعر وكأنك في حالة سكر >>سُكر طبيعي…
و بينما أنا أنعم بـ هذا الجو - الذي لو علمه الملوك لجالدوني عليه - إذا بـرقم غـــريب يتصل …
و كــان مـن عادتي - ولا زلــت - أنني لا أرد على الأرقــــــــــــام الغريبة, و لا أرتاح لها
وبعــد إنتهاء الإتصـــال نظرت للـرقم ووجدته مميزاً... وفي أثناء نظري لــه والتأكد منه, عــاود - ذلك الشخص - الإتصال ولم أُجــب..
وعند عزمي على وضع الجهاز على الصامت لكي أنعم بنومـــة دافئة هانئة - وليتني فعلت - عــاود الإتصال...
عندها قــررت الرد بعد أن يتصل المــرة القادمــة - بعد مشاورات قصيرة مع نفسي - ..
لأنــه غالباً من يريد الإزعــاج لا يتصل من رقـم مميز قد تصل قيمته الآلاف من الريالات..
عندهــــــــا انتظرته يتصل ولم يفعــل, ربما عرف بأنني قررت الـرد ..
كالعادة عندما تريد شيء لا تجده, وعندما لا تريده تجده ماثلاً أمامــك ..
وبعد دقائق معــدودة عــــــــــاود الإتصال وأجبت حالاً...
ثــــــــم
تفاجئت
فـ قـد سمعت صووت بنت تبكي ..
سكتتُ قليلاً ثم قلت: ألــو ؟!
ولم تُجِــب..
كانت تبكي..
تبكي بألــــــــم..
تبكي بحرقـــــــــــــة
.. ليس بكاءً عادياً..
لااا
بل بُكــــــــــاء من أعمــاق القلب ومن كامل الوجـــــــــدان ...
بكاء ممزوج بآهـــــــــــــــــــات ...يشعر بها حتى من لا يملك أدنى ذرة من المشاعــر..
حينها أُصبت بـذهول.. فــلم يسبق أن صادفت مثل هذا الموقف ولم يكن بالحسبان..
ظلت تبكي لمدة دقيقتين تقريباً..
وأنا في قمة ذهولي .. كل هذا وهي لم ترد علي,,,
ثم قامت بإغــلاق السمـــاعة وتركتني معلقاً.
ثم على عــجل قم بالإتصال لكن كان جهازها مغلق !
حينها ثارت ثائرتي وجن جنوني,, وشعرت بأنني كالطير المقصوص الجنــــــــــاح..
شعرت بأنها تريد الفزعــة لكن لا تقوى على الكلام,, شعرت بأنها تريد أن تتكلم لكن لا تقدر.. شعرت بأنها متهقوية فيني ..شعرت بأن الكون كله قد ضاق في وجهــي.. فليس في يدي شيء..
ثم جلست مع نفسي وطرحت فرضيتين ..
1- ربما هذا رقم إحدى قريباتي.. .
2- و ربما أنها قد تكون مخطئة بالرقم لكن استبدعت الفكرة لأنها عاودت الإتصال كذا مــرة, وعند الرد لم تغلق السماعــة حتى بعد سماع صوتي وتأكدها ..
فــ قمت بـ الإتصال بقريباتي لاثبات الفرضية الاولـى – و بدون اخبارهم بالقصة – وكان الجواب بالنفي..
بقي الفرضية الثانية لكن للأســـــف عند معاودة الإتصال بها كان الجهاز مغلقاً.
عندها قمت بالتفكير في سبب بكائها لاسيما في ذلك الوقت المتأخــر من الليل..
فـ قلت بأنها قد تكون مغتصبة وتريد مني الفزعـــــة.. ثم قلت بأنها قد تعرضت للضــرب – من شخص ما – وتريد المساعدة .. لكن تبقى- كلها - احتمالات مالم يتم تأكيدها من قِبلها..
عندها عاودت الإتصال مرة أخــرى لكن دون جـــدوى...
فاستهديت بالله و قــررت النوم ...
لكن لم استطع.. فـ قررت الذهاب إلى الغرفة المجاورة التي يتواجد فيها أخي الأصغـــــــــر لتمضية بعض الوقت معــه ,
لكن وجدته ينعم بنوم هادئ مريح حينها قلت صدقت والله يا ابن سرور يوم قلت:احدٍ ينـــــام وحـــــط راسه بكمـه .. واحدٍ تخـــــمّ النوم عينـه وتخطــيـه – يامـل قلــبٍ كل مــــامـــات همّـه .. دارت دوالــــيب الدهر ليت تحييه
فـ ظليت على هذا الحال حتى نادى المؤذن لـ صلاة الفجر.. مستحضراً حينها أبيات الشاعر علي بن محمد القحطاني:
البارحة مابين صاحي ونايم.. كني صغير يسهر الليل مفطوم.. سهرت لين الصبح جت له عــلايم .. والليل ولّــى وانهزم واقبل اليوم... لين اذّنوا بالمسجد اهل العمايم.. قــالوا صلاة الفجر خير ٍ من النوم ..
عندها
توضئت ثم ذهبت للمسجــد ...
وذهني لا زال مشغولاً بهــا ولسان حالي يقول ليس باليد حيلة...
ثم رجعت إلى البيت وقــررت الخلود للنوم بعد إرهاق ذهني بكثرة التفكير والإحتمــالات...
ولم أشعر إلا والوالد يناديني لـ صلاة الظهـــر.. فــ نظرت للجوال حالاً فـ وجدت مكالمتين منها..
ثم على عجل قمت بالإتصــــــــــال وتــم الــرد – ولسان حالي يقول وأخيـــــــــــراً –
قــلت: مـرحبـا
قالت بصوت مبحوح لا يخلو من الألـــم والحســرة : هــلا..
سارعتها وقلت: كيفك؟ وشفيك البارح؟ طمنيني تكفين؟ وإذا تبين فزعـــــــــــــــة انا حاضــر أهــم شيء لا تخليني معلق.. – كل هذه الإستفسارات خلف بعض -
لانه كما قلت لكم دارت في رأسي فكرة أنها مُغتصبة وكانت تريد الفزعة والمساعــدة لكن لم تقوى على الكـــلام…
قالت: بخير…
قلت: ســـلامات وش كان فيك الباارحــه وليش ماارديتي علي لما كنت اكلمك…
قالت: مااااقدررت …
اصلاً إتصالي عليك كــان بالخطأ …كنت بتصل على خويتي واخطأت بآخر رقــم واتصلت عليك…
قلت: طيب وليش كنتي تبكين … ؟
قــاالت: اسمح لي ماراح اقووول وشاكره لك اهتمامك والآن ابيك تمسح رقمي لا هــنت …
قلت: اوعــدك وعــــد حـــر راح امسحه, بس علميني بالسالفــة
مايصير , حسيت إني صــرت طرف بالموضوع ولازم اعــرف ….
..
بعدها: سـكـتت شووي وقالت بحكم إنك مهتم راح اقولك ...
انا اعيش مع ابوي اللي عمره بالستينات واخوي الصغيـــرر - بثاني متوسط -
وعندي اخ غير شقيق - من طرف الأب - وهو اكبر مني لكن ماقد شفته إلا مرات قليلة بحكم عمله البعيد وهو متزوج و موظف بأحد المدن بالشرقيــة …
قلت: طيب وأمــك ؟<تمنيت لو لم أسئلها هذا السؤال
سكتت قليلاً …
وبعدها قاالت والدموع تتساقط من عينيهـا -و بكل ألــم -: امي توفت يوم كنت بصف خامس ابتدائي …
قلت: رحمها الله وأسكنها فسيح جناته ومتأســـــــــف على هذا الســؤال…
قالت: آآآآآه اصلاَ طول عمري في حزن وهمـــوم …
عيشتي كلها الـــم وحرمـــــــــــــان…… والله كنت اتمنى الارض تنشق وتبلعني لما اشوف الأمـهـات يزورون بناتهم بالمدرسه وانا جالسه لحالي … كنت اتقطع من داخلي لما أشـــوف البنات يقولون أمــي اشترت لي ثوووب وسرّحت شعري و و ..
والله مررة بكيت حتى جفت دموعي لما نادتني المديرة وقالت: بعد اسبوع حفل الأمّـهـات وخلي أمك تجي …
كنت فاقدة الحنان ..فاقده الحضن الداافئ.. فااقدة احد يحسسني إني عايشه ..
مــا قد سمعت كلمه حلوه فيها حنان من ابووي.. واخــوي يعاملني كأنني خادمـــة …
محتااجـة احد يا قف معي بشدتي وبمرضي وبهمي …
والله حتى لما امرض يرفض الوالد يوديني للمستشفى… دايماً يقولي لما كنا بدو ما نعرف المستشفياات وما فينا إلا العافيه وكلها شدة وتزوول…
والله مو مقصره مع الوالد واخوي بـشيء.. و كل شغل البيت علي …
خصوصاً إن ابوي له اقاارب ودايم يجون من القرى, وزياراتهم بشكل شبه اسبوعــي..
والله البيت مايفضي كل اسبووع يجونا ضيووف .. واقوم بواجبهم واصحي الفجرر حتى بأيام الدراسه والإختبارات عشان اسوي لهم شاهي وقهوه وفطوور واطبخ لهم الغداء واسوي لهم العشاء واغسل ملابسهم واكويهاا ..
وغير ذلك اقووم بواجبات اخوي واساعده بدراسته واصحيه الفجرر,هذا غير واجباتي بالكليه.. ومكافآة الكلية والله ماقد تهنيت فيها, ابوي ياخذهاا ..
مع ذلك كنت متمسكه بدرااستي عشان صديقاتي لأنهم هم متنفسي الوحيـــد. بالذات إحدى صديقاتي اللي اعتبرها أخت لي لم تلدها أمي.. ولأن ابوي مستبعد فكره إني اطلع برى البيت ومستبعد فكرة زيارتي لــ صديقاتي إلا للضرورة القصوى ولوقت محدد …
صبرت بدراستي رغم الظروف القااسية ووفقني الله ونجحت من الكلية بـتقدير ممتاز مــع مرتبة الشــرف …..
وتخصصي مرغوب وتعييني شبه مضمون لكن رفض الوالـــد فكرة التدريس..
تجررعت هالألــم بكل حسرره رغم إني كنت احلم اكون معلمه لاني حُرمت من شوفــة الاطفاال وامنيتي اكون معهم وخصوصاً إن امـي كانت دايم تقولي لما كنت صغيرة ولما ارفض اصحي و اروح للمدرسة " اتمنى يجي اليوم واشوفـك معلمة بس لا تحرميني من راتبك "
- هنـــا أصبح صوتها متقطعاً من شدة البكاء - وتمنيت احقق رغبتهاا واريّحها بقبرررهاا, لكن الوالد رافض هالفكره تماماً, ورغم كل هذا قلت حسبي الله ونعم الوكيل وصبرا جميل والله المستعان…
وفي أثناء استرسالها في الكلام كان لسان حالي يقــول:كم كحل ضم الحــزن والدمع .. ازاحه .. و ياما كحل يقعد له سنيـن .. ما ساح
ثم حاولت مواساتها واخبارها بأن مافيه احد مرتاح وأن الكل يعاني كيف لا وأحدهم قـد قال:..
" هذه هي الدنيا متاهات واحزان – كل ٍ يدور راحته مالقاها – علاجها صبر مع شوي نسيان – مع ضحكة ٍ تخفي همومك وراهــــــــــــا "
ثم اخذت تنهيدة قويــة وقالت:
وفي يوم أمــس أتـــت المصيبة …
كما قالت نورة الحوشان : مصيبة ٍ ياكبرها من مصيبة"
كنت اعاني من تعب وإرهـاق ونايمه بغرفتي…
ومادريت إلا الوالد يطق الباب ويناديني ...
اول مافتحت الباب قال : عمك وولده بيزورونا الليلة وابيك تطبخين الذبيحه تراني حطيتها بالمطبخ …
قلت :ابشر طال عمررك"
رغم إنه واضح على وجهي علامات التعب ..
لكن كالعااده ابوي يعاملني على إني آله.. على إني جمــاد .. على إني مخلوق وظيفته الخدمــه فقط ..يعااملني كأأنـنــــي بدون مشااعــــر … كأنني حمل ثقيل... على الرغم إن مالي ذنب بهذا كله – ثم بكت وتركتها تبكي, لأن البكاء راحــــــــــــــــــــة ويكاد يكون هو أداة التنفيس الوحيدة لها.. –
وكأن لـسان حالها يقول وهي تبكي : تعبت من ليل ٍ أناجيه بأحزان ... كلّـه ظـلام ٍ سرمدي ٍ وخالي
وطبخت الذبيحـه رغم إني بالموت اشيل جسمي وكانت درجت حرارتي مرتفعــة وحيلي منهــد …
بعد ماا تعشوا وخلصوا جاني اخوي وقال ترى ابوي اتصل على الشيخ وبيجي الآن…
قلت ليش ؟
قال عشان الملكه ..
قلت ملكت مييين؟؟
قااال ابوي قرر يزوجك ولد عمي …
-بالمناسبه ولد عمي عمره 56 ومتزوج وعنده 7 اولاد …
وتافه بكل معنى الكلمه ومــــا فيه تواااافق بيني وبينه لا عمرياً ولا ثقافياً …
وقتها حسيت إن ابوي مــا حس بوجودي.. حسيت إنه يعتبرني أداة لا رأي لــي ولا مشــورة …
كنت انتظر اخوي ياااقف معي … كنت انتظرر احد يتدخــل…
لكن للأسف لا هذه ولا تلك …
حسيت إن الكون كله مووت كله صمـــــت … ولساان حالي يقول: كــن المـلا عدوان لي واقفــة صــف – كـن الجموووووع ومـا حــوى الكــون ضــدّي
…
تمنيت الأرض تنشق وتبلعني ..
صرت مثل الطير المقصوص الجنـاح …
ماقدر اعترض .. ماقدر احتج … ماقدر اسوي شي…
تمنيت امي عاايشه اشكي لها وارتمي بحضنهااا …
تمنيتهاا عندي وتدافع عني وتتكلم بلساااني …
..
وقتها مسكت الجوال ودموعي تتساقط من عيني عشان اتصل على خويتي واشكي لهاا بس من زود الصدمـة عكست آخر رقمين واتصلت عليك بالخطأ …
وقعدت ابكي بدون شعوور وماحسيت بروحي عشان كذا لما كنت تكلمني ما رديت عليك …
هنا تدخلت وقلت: وماذا حدث بعد ذلك؟
قالت: من حسن الحظ الشيخ كان مشغول ولم يأتي "
وابوي قال لولد عمي خلونا نأجّل الملكه …
قلت: وماذا قلتي لأبيك؟ هل اعترضتي؟
قالت نعم أتيت إليه وقلت بأنني لا أريده وبكيت أمام أبي.. ولم يأبه بكلامي وقال أنتي جاهلة وماتعرفين مصلحتك !
وربي راح انتحر لو يملّك علي …
قلت: هل سبب الرفــض هو حبك لـ شخص مـــا؟
قالت: آآآه .. والله مافيني حييل للـحب, واحس إني بلييدة مشاعــر بس هو مستحيل ارتبط فيه لو على موتـي.. شخص أكبر مني بثلاثين سنة ومتزوج وغير متعلم وتافه بمعنى الكلمة, و والأهــم من هذا كله إن امي كانت توصيني وانا صغيره وكانت تردد علي هذه الأبيات حتى حفظتها وأصبحت دستور أسير عليه:
خليك فى راس الجبل لا تضيعيـن
تمسكـى روس الجبـال الطويلـه
تجنبـى درب الزلـق لا تطيحيـن
طيحتك يابنـت النشامـا ثقيلـه
تراك فى غبـة بحـر لا تضيعيـن
موت الشرف ولا حيـاة الفشيلـه
قلت في نفسي: كـفــو, والله كــفــــــو ...
ثم قلت: وماذا عن أخيك في الشرقية؟ لماذا لا تخاطبيه لعله يتدخل؟
قالت :اصلاً ما شفته إلا مرات قليلة وهو مشغول بوظيفته.. وزوجته.. وأولاده.. و انا آخر همـــه.. وبعدين حتى لو أكلمه متأكدة ماراح يسوي شيء.…
ثم قالت وبصوت خافــت: يــــــــا ربي مدري ويش أسـوي بهـالحـظ.. من وين ما صديت حظي متـردّي.. كل ما وصلت الشمس تجذبني الأرض .. وكــــل ما بنيــت أحلام حظـي يهــدّي.. الحــزن في عمري مشى الطول والعـرض.. وأنــا بمكاني أرسـم الحلم وردي..
بعدها سكتت شوي واخذت تنهيدة عميقة وقالت والدموع تتساقط من عينيها: آآآآآآه يا كبر همـي…
قلت : عندي حـل …
قالت: بنبرة فيها تفاؤل: اللي هــــو ؟
قلت: انا اعرف أحد المشايخ الذي له جهود كبيره في حل مثل هذه القضايا, دعيني أكلمه..
قالت وبكل حمااس: ايه تكـــفـــــــــى … وربي مستحيل ارتبط فيه لو على موتي ..
وعند سماعي لهذه الكلمة " تكفى" أحسست بشعور غريب يصعب وصفـــه..
واستحضرت أبيات محمد الدحيمي الشهري:
تكـفـا تـراهـا كلـمـةٍ تقـطـم الحـيـل — لا بالله إلا تـنـسـف الـحـيـل نـسـفــا… تكفـا تـرا تكفـا لـهـا تـسّـرج الخـيـل — إن كان لك في مجمع الخيل عسفا .. تكـفـا تــرى تكـفـا تـهـزّ الرجـاجـيـل — لـولا صــروف الوقـت ماقلـت تكفـى..
فــ قلت لها من بعد اذنك ساغلق السماعة وأتصل به,, وسأعاود الإتصال بك فيما بعــد..
وكــل همي أن يجد لها الشيخ حلاً وينقذها .. لاسيما أن موقف أبيها ليس من الشرع ولا من عادات الكرام..
ثم اتصلت عليه وشرحت له القصة بالتفصيل الممل..
فــ قال: ازهلهااا.
وكان متحمساً للقضية …
ثم طلب مني الرقم حتى يقوم بترتيب زيارة لهم هو وزوجته...
للمعلومية الشيخ من نفس مدينة البنت..
وللأسف انا في مدينة بعيدة عنهم لكن تفاعلي مـع القضية واهتمامي بها جعلني كأنني بينهم..
بعد فترة ...
قام الشيخ بزيارتهم هو وزوجته في ظهيرة أحد الأيـــام.. وتكلم مع أبيها ومع ابن عمها – من يريد الزواج بها –
يقول الشيخ بأنني بينت لهم خطورة هذا الأمر وأنه ليس من الشرع بل ليس من شيم الكرام حيث أن الفارق العمري بينهما كبير إضافة إلى أنه متزوج ولديه من الأبناء 7 وغير مقتدر مادياً والأهــم من هذا كله بأن البنت في قمة الجمال والأخــلاق ومتعلمة لذا فالخُطـــــاب كُثــر,,
ومع ذلك صُدمت من موقف الأب.. ومن موقف ابن عمها كذلك .. فالأب في قمة الجلافة والتحجر حيث قال وبكل وقاحـــة: من متى نشاور الحريم ؟! وقال البنت مالها إلا ابن عمها !
وابن عمها عندما تكلمت معه على انفراد وقلت له قل لعمك بأنك رافض فكرة الزواج وانك استخرت. قال بأن عمي حالف علي ياشيخ وماقدر اعصيه !!
وكأن الحلف نص قرآني منزل لايمكن مخالفته والحياد عنه !
يقول خرجنا من البيت وكلي أمل بمعاودة الزيارة في الغــد مصطحباً معي بعض وجيه الخير لعل الله يحدث بعد ذلك امـراً..
وفي صبيحة اليوم التالي اتصلت البنت علي وقالت بأن أبي اتفق مع أحد المشايخ لعقد قراننا هذه الليلة وأرجووووك تخبر الشيخ وزوجته لكي يأتوا ويقنعوووه بالعدول عن رأيه لأنني لا أعـــــــــرف ماذا سأفعــل بنفسي وقتها,,
اتصلت بالشيخ على عجــل وقلت له يجب عليه الذهاب إليهم حالاً وثني أبيها عن رأيــه الذي قد يُفضي إلى عواقب غير حميدة..
فقال الشيخ سأذهب لهم حالاً ..
وقتها تمنيت لو كنت في نفس المدينة التي هم فيها... حتى أحضر معهم وأقدم شيئ لكن للأسف ليس باليد حيلة....
وطلبت من الشيخ أن يوافيني بآخر المستجدات والأخبار..
بعد 3 ساعات اتصل الشيخ وأجبته حالاً.. وكانت نبرة صوته لا تخلو من الإحباط..
قلت: ماذا حصل؟
قال: حاولنا إقناعه لكن دون جــدوى.. قلت وهذا ما استطعت فعله ؟
قال: لا بل قال لي بأنهم سيأجلون الملكة ليوم الغد – ولم نكن نعرف أنا والشيخ بأنه كان يكذب, بل كان كلامه من باب التخدير والتصريــف –
قلت خيراً إن شاءالله.. ولعله يستجد أمر في الغد وتتحسن الأحــــــوال..
ثم اخبرت الشيخ بأنني سأذهب إلى البر هذا اليوم وربما أغيب يوم أو يومان لكن سأبقى على اتصال معه .. وكذلك بعثت لها رساله اخبرتها في الأمــر, فـ قالت: "الله يحفظك "
ولم أكن أعــرف بأنها آخر رسالة استقبلها منها, لأنني لم أكن أعرف بأننا سنذهب بعيداً ونصل لأمــاكــن لا يصلها البث..
ذهبنا إلى البر أنا وأصحابي وطوال الرحلة كان ذهني مشغولاً.. كـان بودي ثنيهم عن المضي قدماً و الذهاب بعيداً إلى مكان لا يصله البث, لكن لم استطع لأنني لا أريد أن اعكر صفوهم.. قلت سأتحمل ولعل هذه الغيبة تكون خير.. وقبل أن ينقطع الإرسـال بعثت للشيخ رسالة مفادهـــا كذا وكذا.. وأتمنى أن تحرص على الموضوع.. ثم بعثت لها رساله كذلك..
تأخرنا بضعة أيــام لدواعي خارجة عن سيطرتنا.. وعُدنا من البــر بعد 4 أيـــــام ...
وبمجرد عودة البث اتصلت بالشيخ مباشرة..
لكن لم يُجب..
أعــدت المحاولة لكن دون جدوى..
اتصلت بها وكان جهازها مغلقاً..
قلت خيراً إن شاءالله...
وعند العودة إلى المنزل قمت بمعاودة الإتصال بالشيخ
وبعد محاولتين قام بالــرد..
و كان صوته حزين …
قلت ماذا حدث؟
قال للأســف في ذلك اليوم تم خداعنا وتم عقد القران في نفس الليلة..
وقال: لقد كذب علينا وتم اجبارها على التوقيع والموافقــة, .. قلت: كيف معنوياتها؟ قال هي في المستشفى الآن..
قلت: وماذا بها؟!
قال بعد أن تم عقد القران أُصيبة بغيبوبة وفقدت الشعور وتم نقلها للمستشفى.. قلت كيف صحتها.؟ قال حاليا متأزمــة..
قلت في أي مستشفى؟
فأخبرني باسمـه.. وعلى عجل اتصلت بالمستشفى لاطمئن على صحتها لاسيما وأن جهازها كان مغلقاً..
لكن نسيت بأنهم يطلبون مني الإسم .. ثم اتصلت على الشيخ لاحصل على اسمها حيث أنني لا أعرفه .. حتى هي لا تعرف اسمي..
وعند الإتصال وطلب اسمها منه قال : لا داعــي لذلك..
قلت: لماذا؟
قال: البنت يقولون إن حالتها حرجة ..
فـ هــي فاقدة الشعور حالياً..
قلت كيف عرفت؟ قال لان زوجتي كانت عندها قبل ساعات..
قلت إذاً اعطني الإسم حتى اتصل بأوقات متفرقة لاطمئن على صحتها ..
و بعد أن رآني مرتبكاً ..
مشغول الذهن
قرر أن يقطع الشك باليقين ويُطلق رصاصة الرحمــة ويصعقني بالخبر..
وقال: لا تتعب حالك وتكلمهم ..
قلت ليش؟؟
قال:
لانها بجواار ربها الآن والصلاة عليها بعد قليل…
…
كانــت عندها زوجتي قبل وفاتها وطلبت انهاا تحجّ عنهااا وتصلي ركعتين بجوار مقام إبرااهيم ..وطلبت القيام بصدقة جارية لامهــا...
وقالت: كنت اتمنى زياارة مكة لكن ابووي كان رافض ويقول اذا تزوجتي تروحيـن مع زوجك …
وكان آخر كلامها لزوجتي إنها تهتم باخوها الصغير بالذات وقت الاختبارات لانه مايذاكر دروسه بسهوله- بناء على كلامها -.....
حينها..
وقفت حائراً..
صامتاً..
مشتت الذهن..
غير مدرك..
غير مستوعــب..
وفي خضم هذه المعمعة .. والمشاعر الحزينة.. والموقف المهول ..
قال الشيخ بصوت متقطّـع: استودعك الله بروح للمسجد للصلاة عليهاا…
وقتهاا وقع الجهاز من يدي ..
ونزلت دمعتي..
غير مستوعب…
غير مصدق …
شعرت بشعور غريب,, لم ولن يمر علي مثله إطلاقاً.
أحسست بأن الدنيا اظلمت في وجهي..
وبأن الكون كله موت..
كله صمت..
كله حــزن..
كله هــم..
انهمــــــرت الدموع من عيني ..
ولسااان حالي يقوول:
فـــارقت الحيـــاة و لم تهنأ بهـا …
فاارقـــــــت الحيااة و لم تذق طعم الراحة والحنــاان …
فاااااارقت الحياااة وقلبها مكسوور…
فارقت الحيــــــاة وقلبهاا قد تجّرع الظلم والألــــــم والضيم والحرمااااان..
عااشت وحيدة..
وماتت وحيده…
لله دررك من فتـــــااة…
لله دررك كم صبرتي وتجرعتي الألــم…
لله دررك ماا اطيب قلبك …
لله درهـــــا لم تنسي والدتهاا وهي على فراش المــوت بل وطلبت القيام بـ صدقة جارية لها…
لله درتها لم تنسى اخوها الصغير الذي قالت لي سابقاً بأنه دائماً ما يجرحها..
لله دررهـــــاا كانت امنيتها حج بيت الله الحرام والصلاة عند مقام إبراهيم..
ما اعظمها من امنيــة..
وما اقسى والدها الذي حررمهاا منهاا…
تغمدها الله بواسع رحمته واسكنها فسيح جنااته وإنا لله وإنا إليه راجعوون …
الموت أخذ شجعان واقروم وارخـوم.. وأخـذ رسـول الله وباقـي الصحابـه
يــا ترى كم فتااة قــد مررت أو تمــر بنفس تلك الحاله الآن ؟
يــا تــررى كم فتااة قــد عــانت او تعااني من الظلم والتعسف والإضطهــاد الآن ؟
يـا ترى كم فتااة قـد صررخت او تصـرخ ولم يجاوبها إلا صدى صوتها ؟
ليه أحيان أحس الوقت مـو وقتي؟
وأحس إني كبر الأحزان؟
وأحس أن الزمن ضدي؟
وأحس الكون كله صمت,
كله موت
وأحس فرحي مجافيني وكل البرد في أيديني ؟
فيه منكم أحد مثلي؟
نادر ما أذوق النوم
لا ليلي مثل هالـناس
وصبحي شمسه الهوجاس
ليه أحيان أحس الظلم ساكن في وسط عيني
وليه أحيان أحس الوقت يتغلى
ويبكيني
وطبع الطبع فيه الضيم
وهتك الفرح بسنيني؟
فيه منكم أحد مثلي؟
لا حبي
ولا فرحي
ولا قلبي
مثل هالناس
وحرفي عَــادتــه حَــسَّــاس
وطبعي للفرح أعطي لكل الناس وبابي منكسر في الساس؟
فيه منكم أحد مثلي؟
أنا بـسأل وإذا فيكم أحد مثلي يجاوبني
ليه الجرح يجرح صاحبه كل يوم؟
وليه الأمس مثل باكر حزن وغيوم؟
وليه الفكر من بعد العقل مجنون؟
وليه الخير أبد ما يدوم وصار الشر متربي؟
أنا بـسأل وإذا فيكم أحد مثلي يجاوبني
ليه البنت تخاف في ظل حاميها؟
وليه الشاب حارسها وحراميها؟
ليه وليه كـلاً غايته نفسه؟
وكـلاً سابح بهمه وما يهمه؟
أنا بـسأل وإذا فيكم أحد مثلي يجاوبني
ليه الحزن متجسد بوسط القلب؟
وليه الشين غدى عند العرب مطلب؟
ليه الأقنعة والزيف والتزييف؟
وليه كل شي يشكلنا بعكس الكيف؟
أنا بـسأل وإذا فيكم أحد مثلي يجاوبني
ليه العشق بالدنيا غدى خوان؟
ليه الصدق وسط الكذب بنى ديوان؟
أنا بـسأل وإذا فيكم أحد مثلي يجاوبني
يفكر والفكر محزون
وحرفه داخله مخزون
ومن هم الحياة مجنون
أبي أسأل عسى واحد يجاوبني
يساعد بالقلم حرفي تعب وقتي يحاربني
ومـضـة: يــا بخت من لا ضاق يكتب قصيده .. مير البلاء ليمن غدى شعرنا هــم .. نكتب ونرجع ما كتبنا نعيده .. إحساسنا مهما شرحناه ما تــم .. لا الجرح يبرا ولا المعاني تفيده .. تبكي الحروف وتنثر همومنا دم
واخيراً..
نأسف لمضايقتكم بهذه السطــور, لكن إن كنتم متأثرين بها الآن, ولفترة مؤقتة, فــغيرك كان... ولا زال... وسيظل... ينزف جراء هذه الحادثــة حتى آخر رمق في حياتــه
اعزائي
كنت - قبل فترة - أقرأ قصــة في أحد المنتديات...
وتأثرت بها لـ واقعيتها اولاً ولـ روعة الأسلوب ثانياً,
فـألهمتني....
وتذكرت قصة - لم ولن أنساها - حدثت معي...
لـــذا
قــررت أن أســردهــا هاهنا ..
وقبل أن أبــدأ أحب التنويه إلى أن هذه القصة ليست من نسج الخيال..
والله يعلم بأن كل حــرف سيُكتب فيها هو صحيح ..
الأمــر الآخـــــــــــر هو أنني استميحكم عذراً في استخدام بعض المفردات العامية أثناء القصة إضافة إلى أبيات من الشعر الشعبي...
اتفقنا؟
نبدأ..
قبل سنوات...
وفي أيام دراستي الجامعيــة..
كنت مستلقياً في غرفتي على الســريــر عند الساعة الواحدة صباحاً<< دقيق بالمواعيد…
وكنا في فصل الشتاء..
وكما تعلمون ليال الشتاء طويلة ومملة لاسيما إن حاربت عينك النوم
بل حتى لو قــررت الخروج والسمر فـ لن تجد أحداً لـ دواعي الطقس, إضافة إلى إصابة أغلبية الناس بالأمراض المألوفـــــة في ذلك الفصل كالإنفلونزا ونزلة البرد زد على ذلك الخمول والكسل ...
على كل ٍ
في ذلك التوقيت كنت بين النوم والصحوة..
وهذه الوضعية – لمن لم يجربها - لها رونق خاص وجو خيالي لاسيما إن كت مسترخي والذهن صافي... عندها ستشعر وكأنك في حالة سكر >>سُكر طبيعي…
و بينما أنا أنعم بـ هذا الجو - الذي لو علمه الملوك لجالدوني عليه - إذا بـرقم غـــريب يتصل …
و كــان مـن عادتي - ولا زلــت - أنني لا أرد على الأرقــــــــــــام الغريبة, و لا أرتاح لها
وبعــد إنتهاء الإتصـــال نظرت للـرقم ووجدته مميزاً... وفي أثناء نظري لــه والتأكد منه, عــاود - ذلك الشخص - الإتصال ولم أُجــب..
وعند عزمي على وضع الجهاز على الصامت لكي أنعم بنومـــة دافئة هانئة - وليتني فعلت - عــاود الإتصال...
عندها قــررت الرد بعد أن يتصل المــرة القادمــة - بعد مشاورات قصيرة مع نفسي - ..
لأنــه غالباً من يريد الإزعــاج لا يتصل من رقـم مميز قد تصل قيمته الآلاف من الريالات..
عندهــــــــا انتظرته يتصل ولم يفعــل, ربما عرف بأنني قررت الـرد ..
كالعادة عندما تريد شيء لا تجده, وعندما لا تريده تجده ماثلاً أمامــك ..
وبعد دقائق معــدودة عــــــــــاود الإتصال وأجبت حالاً...
ثــــــــم
تفاجئت
فـ قـد سمعت صووت بنت تبكي ..
سكتتُ قليلاً ثم قلت: ألــو ؟!
ولم تُجِــب..
كانت تبكي..
تبكي بألــــــــم..
تبكي بحرقـــــــــــــة
.. ليس بكاءً عادياً..
لااا
بل بُكــــــــــاء من أعمــاق القلب ومن كامل الوجـــــــــدان ...
بكاء ممزوج بآهـــــــــــــــــــات ...يشعر بها حتى من لا يملك أدنى ذرة من المشاعــر..
حينها أُصبت بـذهول.. فــلم يسبق أن صادفت مثل هذا الموقف ولم يكن بالحسبان..
ظلت تبكي لمدة دقيقتين تقريباً..
وأنا في قمة ذهولي .. كل هذا وهي لم ترد علي,,,
ثم قامت بإغــلاق السمـــاعة وتركتني معلقاً.
ثم على عــجل قم بالإتصال لكن كان جهازها مغلق !
حينها ثارت ثائرتي وجن جنوني,, وشعرت بأنني كالطير المقصوص الجنــــــــــاح..
شعرت بأنها تريد الفزعــة لكن لا تقوى على الكلام,, شعرت بأنها تريد أن تتكلم لكن لا تقدر.. شعرت بأنها متهقوية فيني ..شعرت بأن الكون كله قد ضاق في وجهــي.. فليس في يدي شيء..
ثم جلست مع نفسي وطرحت فرضيتين ..
1- ربما هذا رقم إحدى قريباتي.. .
2- و ربما أنها قد تكون مخطئة بالرقم لكن استبدعت الفكرة لأنها عاودت الإتصال كذا مــرة, وعند الرد لم تغلق السماعــة حتى بعد سماع صوتي وتأكدها ..
فــ قمت بـ الإتصال بقريباتي لاثبات الفرضية الاولـى – و بدون اخبارهم بالقصة – وكان الجواب بالنفي..
بقي الفرضية الثانية لكن للأســـــف عند معاودة الإتصال بها كان الجهاز مغلقاً.
عندها قمت بالتفكير في سبب بكائها لاسيما في ذلك الوقت المتأخــر من الليل..
فـ قلت بأنها قد تكون مغتصبة وتريد مني الفزعـــــة.. ثم قلت بأنها قد تعرضت للضــرب – من شخص ما – وتريد المساعدة .. لكن تبقى- كلها - احتمالات مالم يتم تأكيدها من قِبلها..
عندها عاودت الإتصال مرة أخــرى لكن دون جـــدوى...
فاستهديت بالله و قــررت النوم ...
لكن لم استطع.. فـ قررت الذهاب إلى الغرفة المجاورة التي يتواجد فيها أخي الأصغـــــــــر لتمضية بعض الوقت معــه ,
لكن وجدته ينعم بنوم هادئ مريح حينها قلت صدقت والله يا ابن سرور يوم قلت:احدٍ ينـــــام وحـــــط راسه بكمـه .. واحدٍ تخـــــمّ النوم عينـه وتخطــيـه – يامـل قلــبٍ كل مــــامـــات همّـه .. دارت دوالــــيب الدهر ليت تحييه
فـ ظليت على هذا الحال حتى نادى المؤذن لـ صلاة الفجر.. مستحضراً حينها أبيات الشاعر علي بن محمد القحطاني:
البارحة مابين صاحي ونايم.. كني صغير يسهر الليل مفطوم.. سهرت لين الصبح جت له عــلايم .. والليل ولّــى وانهزم واقبل اليوم... لين اذّنوا بالمسجد اهل العمايم.. قــالوا صلاة الفجر خير ٍ من النوم ..
عندها
توضئت ثم ذهبت للمسجــد ...
وذهني لا زال مشغولاً بهــا ولسان حالي يقول ليس باليد حيلة...
ثم رجعت إلى البيت وقــررت الخلود للنوم بعد إرهاق ذهني بكثرة التفكير والإحتمــالات...
ولم أشعر إلا والوالد يناديني لـ صلاة الظهـــر.. فــ نظرت للجوال حالاً فـ وجدت مكالمتين منها..
ثم على عجل قمت بالإتصــــــــــال وتــم الــرد – ولسان حالي يقول وأخيـــــــــــراً –
قــلت: مـرحبـا
قالت بصوت مبحوح لا يخلو من الألـــم والحســرة : هــلا..
سارعتها وقلت: كيفك؟ وشفيك البارح؟ طمنيني تكفين؟ وإذا تبين فزعـــــــــــــــة انا حاضــر أهــم شيء لا تخليني معلق.. – كل هذه الإستفسارات خلف بعض -
لانه كما قلت لكم دارت في رأسي فكرة أنها مُغتصبة وكانت تريد الفزعة والمساعــدة لكن لم تقوى على الكـــلام…
قالت: بخير…
قلت: ســـلامات وش كان فيك الباارحــه وليش ماارديتي علي لما كنت اكلمك…
قالت: مااااقدررت …
اصلاً إتصالي عليك كــان بالخطأ …كنت بتصل على خويتي واخطأت بآخر رقــم واتصلت عليك…
قلت: طيب وليش كنتي تبكين … ؟
قــاالت: اسمح لي ماراح اقووول وشاكره لك اهتمامك والآن ابيك تمسح رقمي لا هــنت …
قلت: اوعــدك وعــــد حـــر راح امسحه, بس علميني بالسالفــة
مايصير , حسيت إني صــرت طرف بالموضوع ولازم اعــرف ….
..
بعدها: سـكـتت شووي وقالت بحكم إنك مهتم راح اقولك ...
انا اعيش مع ابوي اللي عمره بالستينات واخوي الصغيـــرر - بثاني متوسط -
وعندي اخ غير شقيق - من طرف الأب - وهو اكبر مني لكن ماقد شفته إلا مرات قليلة بحكم عمله البعيد وهو متزوج و موظف بأحد المدن بالشرقيــة …
قلت: طيب وأمــك ؟<تمنيت لو لم أسئلها هذا السؤال
سكتت قليلاً …
وبعدها قاالت والدموع تتساقط من عينيهـا -و بكل ألــم -: امي توفت يوم كنت بصف خامس ابتدائي …
قلت: رحمها الله وأسكنها فسيح جناته ومتأســـــــــف على هذا الســؤال…
قالت: آآآآآه اصلاَ طول عمري في حزن وهمـــوم …
عيشتي كلها الـــم وحرمـــــــــــــان…… والله كنت اتمنى الارض تنشق وتبلعني لما اشوف الأمـهـات يزورون بناتهم بالمدرسه وانا جالسه لحالي … كنت اتقطع من داخلي لما أشـــوف البنات يقولون أمــي اشترت لي ثوووب وسرّحت شعري و و ..
والله مررة بكيت حتى جفت دموعي لما نادتني المديرة وقالت: بعد اسبوع حفل الأمّـهـات وخلي أمك تجي …
كنت فاقدة الحنان ..فاقده الحضن الداافئ.. فااقدة احد يحسسني إني عايشه ..
مــا قد سمعت كلمه حلوه فيها حنان من ابووي.. واخــوي يعاملني كأنني خادمـــة …
محتااجـة احد يا قف معي بشدتي وبمرضي وبهمي …
والله حتى لما امرض يرفض الوالد يوديني للمستشفى… دايماً يقولي لما كنا بدو ما نعرف المستشفياات وما فينا إلا العافيه وكلها شدة وتزوول…
والله مو مقصره مع الوالد واخوي بـشيء.. و كل شغل البيت علي …
خصوصاً إن ابوي له اقاارب ودايم يجون من القرى, وزياراتهم بشكل شبه اسبوعــي..
والله البيت مايفضي كل اسبووع يجونا ضيووف .. واقوم بواجبهم واصحي الفجرر حتى بأيام الدراسه والإختبارات عشان اسوي لهم شاهي وقهوه وفطوور واطبخ لهم الغداء واسوي لهم العشاء واغسل ملابسهم واكويهاا ..
وغير ذلك اقووم بواجبات اخوي واساعده بدراسته واصحيه الفجرر,هذا غير واجباتي بالكليه.. ومكافآة الكلية والله ماقد تهنيت فيها, ابوي ياخذهاا ..
مع ذلك كنت متمسكه بدرااستي عشان صديقاتي لأنهم هم متنفسي الوحيـــد. بالذات إحدى صديقاتي اللي اعتبرها أخت لي لم تلدها أمي.. ولأن ابوي مستبعد فكره إني اطلع برى البيت ومستبعد فكرة زيارتي لــ صديقاتي إلا للضرورة القصوى ولوقت محدد …
صبرت بدراستي رغم الظروف القااسية ووفقني الله ونجحت من الكلية بـتقدير ممتاز مــع مرتبة الشــرف …..
وتخصصي مرغوب وتعييني شبه مضمون لكن رفض الوالـــد فكرة التدريس..
تجررعت هالألــم بكل حسرره رغم إني كنت احلم اكون معلمه لاني حُرمت من شوفــة الاطفاال وامنيتي اكون معهم وخصوصاً إن امـي كانت دايم تقولي لما كنت صغيرة ولما ارفض اصحي و اروح للمدرسة " اتمنى يجي اليوم واشوفـك معلمة بس لا تحرميني من راتبك "
- هنـــا أصبح صوتها متقطعاً من شدة البكاء - وتمنيت احقق رغبتهاا واريّحها بقبرررهاا, لكن الوالد رافض هالفكره تماماً, ورغم كل هذا قلت حسبي الله ونعم الوكيل وصبرا جميل والله المستعان…
وفي أثناء استرسالها في الكلام كان لسان حالي يقــول:كم كحل ضم الحــزن والدمع .. ازاحه .. و ياما كحل يقعد له سنيـن .. ما ساح
ثم حاولت مواساتها واخبارها بأن مافيه احد مرتاح وأن الكل يعاني كيف لا وأحدهم قـد قال:..
" هذه هي الدنيا متاهات واحزان – كل ٍ يدور راحته مالقاها – علاجها صبر مع شوي نسيان – مع ضحكة ٍ تخفي همومك وراهــــــــــــا "
ثم اخذت تنهيدة قويــة وقالت:
وفي يوم أمــس أتـــت المصيبة …
كما قالت نورة الحوشان : مصيبة ٍ ياكبرها من مصيبة"
كنت اعاني من تعب وإرهـاق ونايمه بغرفتي…
ومادريت إلا الوالد يطق الباب ويناديني ...
اول مافتحت الباب قال : عمك وولده بيزورونا الليلة وابيك تطبخين الذبيحه تراني حطيتها بالمطبخ …
قلت :ابشر طال عمررك"
رغم إنه واضح على وجهي علامات التعب ..
لكن كالعااده ابوي يعاملني على إني آله.. على إني جمــاد .. على إني مخلوق وظيفته الخدمــه فقط ..يعااملني كأأنـنــــي بدون مشااعــــر … كأنني حمل ثقيل... على الرغم إن مالي ذنب بهذا كله – ثم بكت وتركتها تبكي, لأن البكاء راحــــــــــــــــــــة ويكاد يكون هو أداة التنفيس الوحيدة لها.. –
وكأن لـسان حالها يقول وهي تبكي : تعبت من ليل ٍ أناجيه بأحزان ... كلّـه ظـلام ٍ سرمدي ٍ وخالي
وطبخت الذبيحـه رغم إني بالموت اشيل جسمي وكانت درجت حرارتي مرتفعــة وحيلي منهــد …
بعد ماا تعشوا وخلصوا جاني اخوي وقال ترى ابوي اتصل على الشيخ وبيجي الآن…
قلت ليش ؟
قال عشان الملكه ..
قلت ملكت مييين؟؟
قااال ابوي قرر يزوجك ولد عمي …
-بالمناسبه ولد عمي عمره 56 ومتزوج وعنده 7 اولاد …
وتافه بكل معنى الكلمه ومــــا فيه تواااافق بيني وبينه لا عمرياً ولا ثقافياً …
وقتها حسيت إن ابوي مــا حس بوجودي.. حسيت إنه يعتبرني أداة لا رأي لــي ولا مشــورة …
كنت انتظر اخوي ياااقف معي … كنت انتظرر احد يتدخــل…
لكن للأسف لا هذه ولا تلك …
حسيت إن الكون كله مووت كله صمـــــت … ولساان حالي يقول: كــن المـلا عدوان لي واقفــة صــف – كـن الجموووووع ومـا حــوى الكــون ضــدّي
…
تمنيت الأرض تنشق وتبلعني ..
صرت مثل الطير المقصوص الجنـاح …
ماقدر اعترض .. ماقدر احتج … ماقدر اسوي شي…
تمنيت امي عاايشه اشكي لها وارتمي بحضنهااا …
تمنيتهاا عندي وتدافع عني وتتكلم بلساااني …
..
وقتها مسكت الجوال ودموعي تتساقط من عيني عشان اتصل على خويتي واشكي لهاا بس من زود الصدمـة عكست آخر رقمين واتصلت عليك بالخطأ …
وقعدت ابكي بدون شعوور وماحسيت بروحي عشان كذا لما كنت تكلمني ما رديت عليك …
هنا تدخلت وقلت: وماذا حدث بعد ذلك؟
قالت: من حسن الحظ الشيخ كان مشغول ولم يأتي "
وابوي قال لولد عمي خلونا نأجّل الملكه …
قلت: وماذا قلتي لأبيك؟ هل اعترضتي؟
قالت نعم أتيت إليه وقلت بأنني لا أريده وبكيت أمام أبي.. ولم يأبه بكلامي وقال أنتي جاهلة وماتعرفين مصلحتك !
وربي راح انتحر لو يملّك علي …
قلت: هل سبب الرفــض هو حبك لـ شخص مـــا؟
قالت: آآآه .. والله مافيني حييل للـحب, واحس إني بلييدة مشاعــر بس هو مستحيل ارتبط فيه لو على موتـي.. شخص أكبر مني بثلاثين سنة ومتزوج وغير متعلم وتافه بمعنى الكلمة, و والأهــم من هذا كله إن امي كانت توصيني وانا صغيره وكانت تردد علي هذه الأبيات حتى حفظتها وأصبحت دستور أسير عليه:
خليك فى راس الجبل لا تضيعيـن
تمسكـى روس الجبـال الطويلـه
تجنبـى درب الزلـق لا تطيحيـن
طيحتك يابنـت النشامـا ثقيلـه
تراك فى غبـة بحـر لا تضيعيـن
موت الشرف ولا حيـاة الفشيلـه
قلت في نفسي: كـفــو, والله كــفــــــو ...
ثم قلت: وماذا عن أخيك في الشرقية؟ لماذا لا تخاطبيه لعله يتدخل؟
قالت :اصلاً ما شفته إلا مرات قليلة وهو مشغول بوظيفته.. وزوجته.. وأولاده.. و انا آخر همـــه.. وبعدين حتى لو أكلمه متأكدة ماراح يسوي شيء.…
ثم قالت وبصوت خافــت: يــــــــا ربي مدري ويش أسـوي بهـالحـظ.. من وين ما صديت حظي متـردّي.. كل ما وصلت الشمس تجذبني الأرض .. وكــــل ما بنيــت أحلام حظـي يهــدّي.. الحــزن في عمري مشى الطول والعـرض.. وأنــا بمكاني أرسـم الحلم وردي..
بعدها سكتت شوي واخذت تنهيدة عميقة وقالت والدموع تتساقط من عينيها: آآآآآآه يا كبر همـي…
قلت : عندي حـل …
قالت: بنبرة فيها تفاؤل: اللي هــــو ؟
قلت: انا اعرف أحد المشايخ الذي له جهود كبيره في حل مثل هذه القضايا, دعيني أكلمه..
قالت وبكل حمااس: ايه تكـــفـــــــــى … وربي مستحيل ارتبط فيه لو على موتي ..
وعند سماعي لهذه الكلمة " تكفى" أحسست بشعور غريب يصعب وصفـــه..
واستحضرت أبيات محمد الدحيمي الشهري:
تكـفـا تـراهـا كلـمـةٍ تقـطـم الحـيـل — لا بالله إلا تـنـسـف الـحـيـل نـسـفــا… تكفـا تـرا تكفـا لـهـا تـسّـرج الخـيـل — إن كان لك في مجمع الخيل عسفا .. تكـفـا تــرى تكـفـا تـهـزّ الرجـاجـيـل — لـولا صــروف الوقـت ماقلـت تكفـى..
فــ قلت لها من بعد اذنك ساغلق السماعة وأتصل به,, وسأعاود الإتصال بك فيما بعــد..
وكــل همي أن يجد لها الشيخ حلاً وينقذها .. لاسيما أن موقف أبيها ليس من الشرع ولا من عادات الكرام..
ثم اتصلت عليه وشرحت له القصة بالتفصيل الممل..
فــ قال: ازهلهااا.
وكان متحمساً للقضية …
ثم طلب مني الرقم حتى يقوم بترتيب زيارة لهم هو وزوجته...
للمعلومية الشيخ من نفس مدينة البنت..
وللأسف انا في مدينة بعيدة عنهم لكن تفاعلي مـع القضية واهتمامي بها جعلني كأنني بينهم..
بعد فترة ...
قام الشيخ بزيارتهم هو وزوجته في ظهيرة أحد الأيـــام.. وتكلم مع أبيها ومع ابن عمها – من يريد الزواج بها –
يقول الشيخ بأنني بينت لهم خطورة هذا الأمر وأنه ليس من الشرع بل ليس من شيم الكرام حيث أن الفارق العمري بينهما كبير إضافة إلى أنه متزوج ولديه من الأبناء 7 وغير مقتدر مادياً والأهــم من هذا كله بأن البنت في قمة الجمال والأخــلاق ومتعلمة لذا فالخُطـــــاب كُثــر,,
ومع ذلك صُدمت من موقف الأب.. ومن موقف ابن عمها كذلك .. فالأب في قمة الجلافة والتحجر حيث قال وبكل وقاحـــة: من متى نشاور الحريم ؟! وقال البنت مالها إلا ابن عمها !
وابن عمها عندما تكلمت معه على انفراد وقلت له قل لعمك بأنك رافض فكرة الزواج وانك استخرت. قال بأن عمي حالف علي ياشيخ وماقدر اعصيه !!
وكأن الحلف نص قرآني منزل لايمكن مخالفته والحياد عنه !
يقول خرجنا من البيت وكلي أمل بمعاودة الزيارة في الغــد مصطحباً معي بعض وجيه الخير لعل الله يحدث بعد ذلك امـراً..
وفي صبيحة اليوم التالي اتصلت البنت علي وقالت بأن أبي اتفق مع أحد المشايخ لعقد قراننا هذه الليلة وأرجووووك تخبر الشيخ وزوجته لكي يأتوا ويقنعوووه بالعدول عن رأيه لأنني لا أعـــــــــرف ماذا سأفعــل بنفسي وقتها,,
اتصلت بالشيخ على عجــل وقلت له يجب عليه الذهاب إليهم حالاً وثني أبيها عن رأيــه الذي قد يُفضي إلى عواقب غير حميدة..
فقال الشيخ سأذهب لهم حالاً ..
وقتها تمنيت لو كنت في نفس المدينة التي هم فيها... حتى أحضر معهم وأقدم شيئ لكن للأسف ليس باليد حيلة....
وطلبت من الشيخ أن يوافيني بآخر المستجدات والأخبار..
بعد 3 ساعات اتصل الشيخ وأجبته حالاً.. وكانت نبرة صوته لا تخلو من الإحباط..
قلت: ماذا حصل؟
قال: حاولنا إقناعه لكن دون جــدوى.. قلت وهذا ما استطعت فعله ؟
قال: لا بل قال لي بأنهم سيأجلون الملكة ليوم الغد – ولم نكن نعرف أنا والشيخ بأنه كان يكذب, بل كان كلامه من باب التخدير والتصريــف –
قلت خيراً إن شاءالله.. ولعله يستجد أمر في الغد وتتحسن الأحــــــوال..
ثم اخبرت الشيخ بأنني سأذهب إلى البر هذا اليوم وربما أغيب يوم أو يومان لكن سأبقى على اتصال معه .. وكذلك بعثت لها رساله اخبرتها في الأمــر, فـ قالت: "الله يحفظك "
ولم أكن أعــرف بأنها آخر رسالة استقبلها منها, لأنني لم أكن أعرف بأننا سنذهب بعيداً ونصل لأمــاكــن لا يصلها البث..
ذهبنا إلى البر أنا وأصحابي وطوال الرحلة كان ذهني مشغولاً.. كـان بودي ثنيهم عن المضي قدماً و الذهاب بعيداً إلى مكان لا يصله البث, لكن لم استطع لأنني لا أريد أن اعكر صفوهم.. قلت سأتحمل ولعل هذه الغيبة تكون خير.. وقبل أن ينقطع الإرسـال بعثت للشيخ رسالة مفادهـــا كذا وكذا.. وأتمنى أن تحرص على الموضوع.. ثم بعثت لها رساله كذلك..
تأخرنا بضعة أيــام لدواعي خارجة عن سيطرتنا.. وعُدنا من البــر بعد 4 أيـــــام ...
وبمجرد عودة البث اتصلت بالشيخ مباشرة..
لكن لم يُجب..
أعــدت المحاولة لكن دون جدوى..
اتصلت بها وكان جهازها مغلقاً..
قلت خيراً إن شاءالله...
وعند العودة إلى المنزل قمت بمعاودة الإتصال بالشيخ
وبعد محاولتين قام بالــرد..
و كان صوته حزين …
قلت ماذا حدث؟
قال للأســف في ذلك اليوم تم خداعنا وتم عقد القران في نفس الليلة..
وقال: لقد كذب علينا وتم اجبارها على التوقيع والموافقــة, .. قلت: كيف معنوياتها؟ قال هي في المستشفى الآن..
قلت: وماذا بها؟!
قال بعد أن تم عقد القران أُصيبة بغيبوبة وفقدت الشعور وتم نقلها للمستشفى.. قلت كيف صحتها.؟ قال حاليا متأزمــة..
قلت في أي مستشفى؟
فأخبرني باسمـه.. وعلى عجل اتصلت بالمستشفى لاطمئن على صحتها لاسيما وأن جهازها كان مغلقاً..
لكن نسيت بأنهم يطلبون مني الإسم .. ثم اتصلت على الشيخ لاحصل على اسمها حيث أنني لا أعرفه .. حتى هي لا تعرف اسمي..
وعند الإتصال وطلب اسمها منه قال : لا داعــي لذلك..
قلت: لماذا؟
قال: البنت يقولون إن حالتها حرجة ..
فـ هــي فاقدة الشعور حالياً..
قلت كيف عرفت؟ قال لان زوجتي كانت عندها قبل ساعات..
قلت إذاً اعطني الإسم حتى اتصل بأوقات متفرقة لاطمئن على صحتها ..
و بعد أن رآني مرتبكاً ..
مشغول الذهن
قرر أن يقطع الشك باليقين ويُطلق رصاصة الرحمــة ويصعقني بالخبر..
وقال: لا تتعب حالك وتكلمهم ..
قلت ليش؟؟
قال:
لانها بجواار ربها الآن والصلاة عليها بعد قليل…
…
كانــت عندها زوجتي قبل وفاتها وطلبت انهاا تحجّ عنهااا وتصلي ركعتين بجوار مقام إبرااهيم ..وطلبت القيام بصدقة جارية لامهــا...
وقالت: كنت اتمنى زياارة مكة لكن ابووي كان رافض ويقول اذا تزوجتي تروحيـن مع زوجك …
وكان آخر كلامها لزوجتي إنها تهتم باخوها الصغير بالذات وقت الاختبارات لانه مايذاكر دروسه بسهوله- بناء على كلامها -.....
حينها..
وقفت حائراً..
صامتاً..
مشتت الذهن..
غير مدرك..
غير مستوعــب..
وفي خضم هذه المعمعة .. والمشاعر الحزينة.. والموقف المهول ..
قال الشيخ بصوت متقطّـع: استودعك الله بروح للمسجد للصلاة عليهاا…
وقتهاا وقع الجهاز من يدي ..
ونزلت دمعتي..
غير مستوعب…
غير مصدق …
شعرت بشعور غريب,, لم ولن يمر علي مثله إطلاقاً.
أحسست بأن الدنيا اظلمت في وجهي..
وبأن الكون كله موت..
كله صمت..
كله حــزن..
كله هــم..
انهمــــــرت الدموع من عيني ..
ولسااان حالي يقوول:
فـــارقت الحيـــاة و لم تهنأ بهـا …
فاارقـــــــت الحيااة و لم تذق طعم الراحة والحنــاان …
فاااااارقت الحياااة وقلبها مكسوور…
فارقت الحيــــــاة وقلبهاا قد تجّرع الظلم والألــــــم والضيم والحرمااااان..
عااشت وحيدة..
وماتت وحيده…
لله دررك من فتـــــااة…
لله دررك كم صبرتي وتجرعتي الألــم…
لله دررك ماا اطيب قلبك …
لله درهـــــا لم تنسي والدتهاا وهي على فراش المــوت بل وطلبت القيام بـ صدقة جارية لها…
لله درتها لم تنسى اخوها الصغير الذي قالت لي سابقاً بأنه دائماً ما يجرحها..
لله دررهـــــاا كانت امنيتها حج بيت الله الحرام والصلاة عند مقام إبراهيم..
ما اعظمها من امنيــة..
وما اقسى والدها الذي حررمهاا منهاا…
تغمدها الله بواسع رحمته واسكنها فسيح جنااته وإنا لله وإنا إليه راجعوون …
الموت أخذ شجعان واقروم وارخـوم.. وأخـذ رسـول الله وباقـي الصحابـه
يــا ترى كم فتااة قــد مررت أو تمــر بنفس تلك الحاله الآن ؟
يــا تــررى كم فتااة قــد عــانت او تعااني من الظلم والتعسف والإضطهــاد الآن ؟
يـا ترى كم فتااة قـد صررخت او تصـرخ ولم يجاوبها إلا صدى صوتها ؟
ليه أحيان أحس الوقت مـو وقتي؟
وأحس إني كبر الأحزان؟
وأحس أن الزمن ضدي؟
وأحس الكون كله صمت,
كله موت
وأحس فرحي مجافيني وكل البرد في أيديني ؟
فيه منكم أحد مثلي؟
نادر ما أذوق النوم
لا ليلي مثل هالـناس
وصبحي شمسه الهوجاس
ليه أحيان أحس الظلم ساكن في وسط عيني
وليه أحيان أحس الوقت يتغلى
ويبكيني
وطبع الطبع فيه الضيم
وهتك الفرح بسنيني؟
فيه منكم أحد مثلي؟
لا حبي
ولا فرحي
ولا قلبي
مثل هالناس
وحرفي عَــادتــه حَــسَّــاس
وطبعي للفرح أعطي لكل الناس وبابي منكسر في الساس؟
فيه منكم أحد مثلي؟
أنا بـسأل وإذا فيكم أحد مثلي يجاوبني
ليه الجرح يجرح صاحبه كل يوم؟
وليه الأمس مثل باكر حزن وغيوم؟
وليه الفكر من بعد العقل مجنون؟
وليه الخير أبد ما يدوم وصار الشر متربي؟
أنا بـسأل وإذا فيكم أحد مثلي يجاوبني
ليه البنت تخاف في ظل حاميها؟
وليه الشاب حارسها وحراميها؟
ليه وليه كـلاً غايته نفسه؟
وكـلاً سابح بهمه وما يهمه؟
أنا بـسأل وإذا فيكم أحد مثلي يجاوبني
ليه الحزن متجسد بوسط القلب؟
وليه الشين غدى عند العرب مطلب؟
ليه الأقنعة والزيف والتزييف؟
وليه كل شي يشكلنا بعكس الكيف؟
أنا بـسأل وإذا فيكم أحد مثلي يجاوبني
ليه العشق بالدنيا غدى خوان؟
ليه الصدق وسط الكذب بنى ديوان؟
أنا بـسأل وإذا فيكم أحد مثلي يجاوبني
يفكر والفكر محزون
وحرفه داخله مخزون
ومن هم الحياة مجنون
أبي أسأل عسى واحد يجاوبني
يساعد بالقلم حرفي تعب وقتي يحاربني
ومـضـة: يــا بخت من لا ضاق يكتب قصيده .. مير البلاء ليمن غدى شعرنا هــم .. نكتب ونرجع ما كتبنا نعيده .. إحساسنا مهما شرحناه ما تــم .. لا الجرح يبرا ولا المعاني تفيده .. تبكي الحروف وتنثر همومنا دم
واخيراً..
نأسف لمضايقتكم بهذه السطــور, لكن إن كنتم متأثرين بها الآن, ولفترة مؤقتة, فــغيرك كان... ولا زال... وسيظل... ينزف جراء هذه الحادثــة حتى آخر رمق في حياتــه